ترى كم من الأفكار الغريبة تأتي على ذكر أطفالنا؟..
أفكار في صناعة لعبة معينة.. في القيام برحلة ما.. في طريقة تنظيم في لعبة ما.. وحتى في أساليب جديدة في حياتنا الاجتماعية..
الكثير.. أليس كذلك؟
أفكار تبدو لنا غبية.. مجنونة.. غير منطقية.. مستحيلة التنفيذ..
وبالتالي.. كيف تكون ردة فعلنا نحن الآباء؟..
التطنيش.. فنحن ليس لدينا الأريحية لإضاعة وقتنا في أحلام غبية تصدر من طفل صغير!
فما رأيكم إذن.. في طفلة في الرابعة من عمرها.. حلمت.. وعملت.. بلا كلل أو ملل.. لتصنع موجة أثرت في مجتمع بأكمله؟
***
أليكس.. طفلة جميلة.. ولدت في أمريكا.. وكانت تملأ البيت فرحاً وسعادة.. بضحكاتها وشقاوتها..
ولكن.. وقبل أن تكمل أليكس عامها الأول.. صدم أهلها عندما تم اكتشاف إصابتها بمرض السرطان الخبيث.. وانقلبت حياة الأسرة رأساً على عقب.. وبدأت أليكس الطفلة الصغيرة رحلة طويلة من العلاج.. والألم.. والعذاب..
***
حتى الأطفال يحلمون وهم مرضى.. أليس كذلك؟
***
حينما بلغت أليكس الرابعة من عمرها.. طرحت على عائلتها فكرة أن تقوم ببيع عصير الليمون أمام البيت.. وذلك لمساعدة الأطفال المصابين بالسرطان..
وقف أهلها إلى جانبها.. ولأنها مريضة وضعيفة فقد ساعدها أخوها الأكبر.. وبالفعل قامت ألكيس بوضع طاولة أمام البيت لبيع عصير الليمون.. مع لوحة تفيد بأن مدخولات البيع ستكون لدعم الأطفال المصابين بالسرطان..
***
في توقعاتكم.. كم من المال تمكنت أليكس أن تجمعه؟
كان المبلغ ألفي دولار!
ببيع عصير الليمون.. في يوم واحد فقط!
الموضوع أصبح مشجعا بالفعل.. ولذلك استمرت أليكس في بيع الليمون.. وحتى حينما انتقلت عائلتها من ولاية لأخرى لمتابعة علاج أليكس كانت أليكس تخرج مع أخيها وتنصب الطاولة وتبيع عصير الليمون..
***
وتوفيت أليكس..
توفيت وهي في الثامنة من عمرها..
ولكنها.. حينما توفيت في عام 2004.. كانت طاولتها لبيع الليمون قد أصبحت حملة شعبية.. وتشكلت منها جمعية اسمها “ركن أليكس لبيع الليمون لصالح الأطفال المصابين بالسرطان” Alex’s Lemonade Stand for Childhood Cancer .. وفي ذلك العام فقط تمكنت الجمعية من جمع مليون دولار.. واستمرت هذه الجمعية في الانتشار.. لتكون حصيلة ما تمكنت من جمعه لصالح الأطفال المصابين بالسرطان حسب آخر التقارير أكثر من 55 مليون دولار!
لقد أطلقت أليكس بالفعل موجة قوية أثرت في الملايين من الناس.. كان الناس يتوافدون على طاولة أليكس للتبرع فقط.. ووصل الأمر إلى أن وقفت إلى جانب أليكس العديد من الشركات الكبرى التي خصصت جزءاً من دخلها لهذه الجمعية.. والعديد من المشاهير مثل سيلين ديون وجيري ساينفيلد.. وهذا الأخير أصبح سفيراً وممثلاً لهذه الجمعية..
وكانت مبادرة أليكس مادة ثرية للإعلام.. فكانت ضيفة على أشهر البرامج في التلفزيون الأمريكي مثل برنامج أوبرا، و برنامج جون والاش، وغيرها.. وصدر عنها فيلم وثائقي باسم “أليكس سكوت: طاولة للأمل” Alex Scott: A stand for Hope..
كما قامت شركة فولفو بإطلاق جائزة باسمها Alexandra Scott Butterfly Award مخصصة للأطفال الشجعان الذين يقومون بأعمال استثنائية في مجال الخير ومساعدة الآخرين..
وأصدرت أليكس قبل وفاتها كتاباً للأطفال بمساعدة والديها.. اسم الكتاب “أليكس: وطاولة بيع الليمون المدهشة Alex and the Amazing Lemonade Stand..
***
تحية إلى أليكس.. التي تمكنت بفكرة بسيطة من مساعدة آلاف الأطفال المصابين بالسرطان.. والعمل على رفع مستوى رعايتهم والعناية بهم..
تحية إلى كل طفل شجاع.. يرى خيراً أمامه.. فيسعى إليه.. بكل بساطة وعفوية.. وبراءة.. وحماس.. ويقاتل من أجل تحويلها إلى واقع..
وتحية أخيرة.. إلى كل أب وأم.. يتعاملان بكل الاحترام والتقدير مع أبنائهم.. وأفكار أبنائهم مهما بدت غبية أو مجنونة.. ولم يسخروا منها.. بل دعموها بكل حنان..
وحب..
***
ورجاء.. شاهدوا هذا المقطع.. فهو يحكي كل شيء.. وأكثر..
hany saleh
19 فيفري 2013 at 2:24 م
اكثر من رائعة 🙂
يجب ان نستمع لأطفالنا جيدأً
ونسعى نحن لإخراج ما بهم من طاقات
أمل المجيش
20 فيفري 2013 at 8:41 ص
يالله .. مقال ممتاز أثر فيني كثيراً … كم من الأفكار الجميلة قتلها من حولى … تسلم أيديك ..
فهد الفاضل
21 فيفري 2013 at 11:34 ص
يعطيك العافيه
مقال متميز.. وليس بغريب عليك يا ابا فيصل