RSS

لماذا لا يكون لدينا مشاريع للأطفال مثل زهرة مايو؟

25 أفريل

مشاريع تبرعات، عصبها، وروحها، الأطفال!

زهرة مايو..

هل سمع أحدكم بها؟

زهرة مايو ارتبطت بدولة السويد، نحن لدينا تصورات قديمة عن دولة السوبد، منها أنها البلد الأكثر رفاهية في العالم، وأنها البلد الأول في نسبة الانتحار في العالم (وهي معلومة مغلوطة بالمناسبة)، ومؤخراً زاد الحديث عن السويد على أنها (جنة الشمال) لعدة عوامل، يبدو من أهمها النشاط المكثف لحساب السويد بالعربية على تويتر، والذي نجح (بخفة دم 😊 ) في نشر الكثير من المعرفة حول السويد وثقافتها وعاداتها وتقاليدها.

ولذلك.. قد يكون بعضكم قد سمع بزهرة مايو.

 

ما هي (زهرة مايو)؟

زهرة مايو هي رمز لحملة تبرعات سنوية في السويد، تبدأ في وسط شهر أبريل، وتستمر لأسبوعين أو ثلاثة لتنتهي قبل بداية شهر مايو.

ولكن هذه الحملة ليست حملة عادية، أبداُ!

الموضوع بدأ منذ حوالي 110 أعوام، حينما قامت سيدة في مدينة غوتنبرغ بإطلاق حملة تبرعات للأطفال المصابين بمرض السل، حينها لم تكن دولة السويد قد وصلت إلى مستوى الرعاية الصحية المتكاملة للجميع وكان هناك الكثير ممن هم بحاجة للمساعدة. ونجحت الحملة بشكل لافت، قامت السيدة بتكرار هذه الحملة سنوياً حتى أصبحت على مستوى السويد كلها، وانتقلت الفكرة إلى الدول المجاورة. وفكرة هذه الحملة هي صناعة زهور صناعية كمشابك على الملابس وملصقات لبيعها وجمع التبرعات من الناس بهذه الطريقة.

مع الزمن، أصبحت الرعاية الصحية مضمونة للجميع في السويد، ولكن هذا لم يتسبب بتوقف الحملة، بل استمرت مع تغيير أهدافها لتصبح مساعدة الأطفال المحتاجين في كل مكان، ودعم مشاريع تنمية الأطفال وتطوير تعليمهم داخل السويد وخارجها.

الحملة أصبحت تقليداً شعبياً، مما قيل عنها: “لقد نجحت هذه الزهرة زرقاء نجاحاً باهراً، الكل يحتفل بها، أينما تذهب تجد هذه الزهرة معلقة على المعاطف، والبلوزات، والأوشحة، والبدل الرسمية، والقمصان. يتقلدها رجال الأعمال، الموظفون الرسميون، العمال، رجال الشرطة، الكبار والصغار، ترى هذه الوردة في كل مكان، وتشعر بأن الكل يفتخر بأنه جزء من هذه الحملة”.

وسنوياً، وعند بدء الحملة، تقوم ملكة السويد بشراء زهرة مايو بنفسها، في صور تتناقلها وسائل الإعلام.

كان اللون الرئيسي لهذه الزهرة هو الأزرق، ثم أصبحت ألوانها تتغير كل سنة، حتى أصبحت عادة عند الكثيرين أن يقوموا بجمعها وتبادلها، والبعض يفتخر بمجموعته خصوصاً إن كانت كاملة منذ تاريخ إطلاق هذا المشروع.

 

 

ما علاقة الأطفال بزهرة مايو؟

الأطفال هم العصب الرئيسي لمشروع زهرة مايو، وذلك لأنهم هم من يجمعون التبرعات!

المشروع أصبح مشروعاً وطنياً في السويد، يتم تفعيله وتشغيله عن طريق المدارس، ويشارك فيه طلاب الصفين الرابع والخامس الابتدائي في سائر أنحاء السويد. حيث تقوم المدرسة -بعد أخذ موافقة الوالدين- بتوزيع حقائب الزهور على الأطفال، وشرح الطريقة لهم، مع شرح أبعاد هذه القضية إنسانياً لهم.

الأطفال هم من ينتشرون في كل مكان في شهر أبريل، تراهم يتجولون بين الناس في الحدائق، يقفون أمام المولات والمراكز التسويقية، يدورون على المنازل، في تظاهرة ضخمة، لا ترى فيها غير الأطفال!.. يعملون بكل جهد لبيع زهرة مايو وجمع التبرعات..

وملكة السويد حينما تشتري زهرة مايو كل سنة، تقوم فعلياً باستضافة بعض الأطفال الذي يبيعون الزهرة في قصرها الملكي لتشتري منهم مباشرة.

لقد وضع مشروع زهرة مايو مشاركة الأطفال في هذا المشروع كهدف أول ورئيسي من هذا المشروع ككل، وذلك بعد أن أدركوا حجم الفائدة الكبيرة التي يستفيدها الأطفال المشاركين أنفسهم من مشروع زهرة مايو، وعلى الأخص زيادة الحس الإنساني لديهم والتعاطف مع الغير.

والمشروع مستمر في النجاح، أعداد الأطفال الذين يشاركون تزداد عاماً بعد عام، كما يتزايد حجم المبالغ التي يتم جمعها كل عام، حيث وصلت في العام الماضي 2015 إلى أكثر من خمسين مليون كرونة سويدية.

 

ماذا يستفيد الأطفال من مشروع زهرة مايو؟

  1. تنبيههم إلى أن هناك من يحتاج مساعدتهم في هذا العالم، وبالتالي زيادة الحس الإنساني لديهم.
  2. تعلمهم تحمل المسؤولية، بشكل مباشر في نحمل مسؤولية المهمة التي يريد إنجازها، وبشكل غير مباشر في مساهمته بمساعدة الأطفال المحتاجين.
  3. تعليمهم مهارات التواصل مع الناس، الشخص الانطوائي لن يبيع شيئاً، عليه أن يخرج ويقف ويتحدث مع الناس.
  4. تعليمهم مهارات البيع، طريقته في الكلام وأسلوبه يشجع الناس أكثر على الشراء منه والتبرع، كما يتعلم مواصفات العينات التي معه وأسعارها.
  5. تعليمهم مهارات التعامل مع النقود، بما أن الطفل سيبيع، معناها أنه سيستلم نقوداً من المشتري، وسيرجع له البافي، وعندما يعود إلى المنزل سيعد نقوده ويرتبها.
  6. الكثير من الأطفال يبيعون بالألافات، ومع ذلك أغلب الأطفال يوردون ما حصلوا عليه بالكامل، ومن النادر أن تحصل اختلاسات أو سرقات، إدارة المشروع تعمل على إعطائهم شعور بالثقة والمسؤولية.
  7. تعليمهم بعض المهارات التقنية: البرنامج يعطي للطفل خيار البيع عن طريق الجوال، وهذا سيزيد من مبيعاته بالطبع، حتى يفعل هذه الخدمة لديه عليه أن يتعامل مع الحاسب، يفتح حساباً في موقعهم على الإنترنت، ويتعرف بشكل جيد على طريقة البيع عن طريق الجوال، وكيف يتأكد من أن التحويل قد تم قبل أن يتمم البيعة مع المشتري.
  8. تعليمهم الكسب المشروع، وأن كسبك بقدر تعبك، حيث يحصل كل طفل على 10% من التبرعات التي يجمعها.

هل يمكن تطبيق فكرة كهذه لدينا؟

ولمَ لا؟.. المشروع يحتاج بشكل رئيسي إلى أن تتبناه جهة حكومية، ويتم إقراره في المدارس عن طريق وزارة التعليم. ويمكن في البداية تطبيقه على مدن محددة، ومناطق معينة، لاختبار المشروع والاستفادة من الأخطاء والعقبات التي تواجههم على أرض الواقع، ثم يمكن أن يتطور شيئاً فشيئاً حتى يتم تعميمه على جميع مدارس المملكة.

ونحن بطبعنا شعوب متعاطفة وكريمة، تحيط بنا الأعمال والمشاريع الخيرية من كل جانب، ونقف مع المسلمين في أزماتهم وفي المحن التي يمرون فيها في كل مكان، فلماذا لا نشرك أطفالنا في ذلك بمشاريع قوية وممنهجة تعود عليهم بالكثير من النفع، وتساهم في تطوير قدراتهم ومهاراتهم الحياتية؟

 

 

 

 

 

.

 
تعليق واحد

Posted by في 25 أفريل 2017 بوصة مقالات, طفولة

 

One response to “لماذا لا يكون لدينا مشاريع للأطفال مثل زهرة مايو؟

  1. خالد

    24 سبتمبر 2017 at 10:32 ص

    جميل

     

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

 
%d مدونون معجبون بهذه: