RSS

ألعاب إلكترونية.. بتقنيات محسوسة!

24 سبتمبر

من الإشكاليات التربوية الجديدة التي ظهرت مع انتشار الأجهزة هو ابتعاد الأطفال عن العالم المحسوس، لعب الطفل بالألعاب، بالدمى، بالمكعبات، بالمسدسات، إبداعه بالورق، والصمغ، والمقص، والأقلام، والألوان، كل ذلك يساهم في بناء تركيبته النفسية والفكرية، الأجهزة تأخذه من ذلك كله! والمشكلة الأكبر أن بعض الأهالي سعداء بذلك، يقولون: لم يعد أطفالنا بحاجة إلى كثير من الألعاب التي كانت تنشر الفوضى في المنزل! ولا يعلمون أن هذه الفوضى هي أمر يحتاجه أطفالهم!

قضية ابتعاد الطفل عن التفاعل مع العالم الحسي أمر جديد تماماً، ولم يكن متوقعاً، وبالتالي يخشى الآباء والأمهات من مخاطر هذه العزلة الحسية على أطفالهم في المستقبل.

ولذلك، بدأت بعض الشركات بالعمل في خط جديد مبتكر، وهو ربط الألعاب الحسية بالأجهزة الذكية المحمولة، بحيث تتفاعل الألعاب المحسوسة بالبرمجيات الذكية الموجودة على هذه الأجهزة. خصوصاً وأن هناك توقع بموجة تقنية قادمة تعتمد على الدمج بين التقنية والأشياء المحسوسة، تمت تسميتها “إنترنت الأشياء” أو “Internet of Things”، كالدمج بين الثلاجة والإنترنت لكي ترسل لنا رسائل حينما تنقص مواد غذائية معينة كالحليب مثلا، أو أن يكون في ملابس الطفل ميزان حرارة إلكتروني يرسل لهاتفنا حرارة الطفل في كل لحظة. وهناك من يرى بأن علينا من الآن أن نجهز أطفالنا لهذه الموجة بأن نجعلها متاحة في عالمهم لتصبح من الأساسيات في تكوين طرق تفكيرهم وبنائهم النفسي.

شركة أوزمو من الشركات التي تبنت هذا المفهوم، وسعت إلى تحقيقه لتصبح من أشهر الشركات على مستوى العالم في هذا المجال.

 

ما هي أوزمو؟

أوزمو عبارة عن ملحق تتم إضافته للآيباد، بربطه بالكاميرا، ليمكنه من التفاعل مع الأشياء المحسوسة، بحيث يتعرف عليها، ويتفاعل مع الطفل أثناء لعبه بها، كأن يقوم البرنامج على الجهاز اللوحي باللعب مع الطفل في ألعاب تتطلب لاعبين، أو أن يقوم بإعطاء الطفل مهام وتحديات ويراقبه وهو يقوم بإنجازها.

وقامت الشركة بتقديم العديد من الألعاب الحسية التي يمكنها أن تتفاعل مع نظام أوزمو، تشمل هذه الألعاب الحروف، الأرقام، الرسم والتلوين، وأيضاً مبادئ البرمجة البسيطة! هناك الكثير من الأنشطة التي يمكن للطفل القيام بها مثل العد، والهجاء، والكتابة، والقراءة، وحل مسائل الرياضيات، وصناعة البيتزا، وغيرها من الأنشطة التعليمية.

 

من الأمثلة الجميلة: لعبة البيتزا

يقوم الطفل باقتناء أدوات لعبة البيتزا، ثم يضع الأيباد أمامه لتبدأ اللعبة التفاعلية مع أبطال اللعبة على الشاشة، تظهر له الشخصيات الواحدة تلو الأخرى لتقوم كل شخصية بطلب بيتزا بمواصفات معينة، كأن يظهر للطفل شخصية أسد كرتونية تطلب بيتزا بالببروني والخضار، يقوم الطفل أمام الآيباد بوضع البيتزا ثم يقوم باستخدام الأجسام والأدوات المحسوسة الموجودة في الصندوق بوضع الإضافات المطلوبة عليها، ثم تقديمها للشاشة، يقوم الجهاز بالتعرف على البيتزا بمكوناتها الحالية، فإن كانت صحيحة سيرى الطفل على الشاشة شخصية الأسد وهو يستلم بيتزا شبيهة بالتي صنعها وهو سعيد، وإن كانت غير صحيحة فسيزعل الأسد ويقول بأن هذا ليس طلبه، الجميل أيضاً فيما سيحدث بعد ذلك، حينما يستلم الأسد البيتزا سيظهر سعرها على الشاشة، ويقوم الأسد على الشاشة بتقديم ورقة نقدية ويطلب الباقي، تحتوي علبة البيتزا على مجموعة من النقود المحسوسة، على الطفل أن يحسب كم الباقي ويقدمه أمام الآيباد للأسد، ويقوم الجهاز بالتعرف على المقدار الموجود هل هو الباقي الصحيح أم لا، وبالتالي يستلم الأسد على الشاشة النقود ويذهب سعيداً، هكذا يتم تعليم الطفل الرياضيات بشكل مسلي وبدون أن يدرك أنه درس رياضيات! إنها طريقة ممتعة ومسلية للغاية.

 

وأيضاً.. اللعبة الفنية: الوحش

للعب هذه اللعبة يقوم الطفل باقتناء مجموعة الرسم الخاصة بشركة أوزمو، ويأتي فيها لوح رسم وألوان خاصة، يضع الطفل الآيباد أمامه ليظهر له وحش لطيف، ويطلب من الطفل رسم أشياء معينة، أو الرسم بحرية، المدهش في الموضوع أنه عندما ينتهي الطفل من رسم شيء ما، كشجرة مثلاً، تظهر رسمته على الشاشة مع هذا الوحش اللطيف ليتفاعل معها أو يلعب معها. وهكذا يعيش الطفل في بيئة جميلة محفزة على الإبداع!

 

إلى أين نتجه؟

هذا هو السؤال المهم الذي يدور في عقول الآباء والأمهات، والذي للأسف لا نجد الكثير من الوقت لنفكر فيه.

هل يمكن أن تنشأ أجيال جديدة ولم يلعبوا في طفولتهم المكعبات مثلاً؟ لم يقوموا بتكسير ألعابهم، أو فكها، في فضول منهم لمعرفة ما الذي تحويه؟ لم يجروا أي تجارب بسيطة بالماء والرمل والورق والأدوات البسيطة؟ جيل لا يعرف مثلاً ما هي العدسة المكبرة؟ الممحاة؟ لم يكن لديهم صناديق ألعاب ينثروها هنا وهناك، يختبروا صلابتها، تجرحهم ليعرفوا أنها حادة، تنزلق من على بعضها البعض ليعرف أنها ناعمة الملمس وزلقة، يحاول تجميعها في الصندوق ليكتشف أن عليه ترتيبها بطريقة معينة حتى يتسع لها المكان؟

هل يمكن أن يأتي جيل لا يعرف كيف يمسك قلماً بيده؟

 
أضف تعليق

Posted by في 24 سبتمبر 2018 بوصة Uncategorized

 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

 
%d مدونون معجبون بهذه: