تكلمنا سابقاً في مقال هل الأندرويد نظام آمن لأطفالنا عن المخاطر الكبيرة التي يواجهها أطفالنا في تعاملهم مع هذا النظام.. وكيف أنه مليء بالمخاطر من كل حدب وصوب.. بدءاً من البرامج الجنسية التي تنتشر انتشاراً كبيراً في متجر البرامج.. إلى برامج التواصل الاجتماعي وألعاب العنف والقمار وغيرها..
إذن.. ما هو الحل؟..
المنع بالطبع غير مفيد.. وستولد لدى الطفل شعوراً أنه متخلف عن أقرانه.. ويزداد المنع صعوبة إن كان الجهاز قد دخل بالفعل وتعلق به الأطفال.. كما أن الأطفال لن يعدموا وسيلة لاستخدام أجهزة مماثلة عند الأقارب والجيران..
والأهم من ذلك.. أن هذه الأجهزة هي وسائل تعليمية رائعة.. ممتازة.. بل هي تجسيد لحلم الكثير من التربويين في إيجاد وسيلة ساحرة تكون وسيطاً للبرامج التعليمية والتربوية.. والأفضل بالطبع أن نوفر لهم هذه الأجهزة ونزودها بالبرامج المفيدة والمثيرة التي تخلب لبهم وتشدهم ليعيشوا عملية تعليمية وتربوية بكل حماس..
***
الحل في برامج التحكم الوسيطة
بالرغم من أن نظام الأندرويد يعتبر بشكل عام أكثر انفتاحاً.. وبالتالي أكثر خطورة على الأطفال من نظام تشغيل الآيباد والآيفون.. إلا أن كونه نظام تشغيل منفتح جعل المطورين يعملون على برامج تتيح للمستخدمين التحكم في بنية الجهاز نفسه ليكون مناسباً للأطفال.. وهذا ما لا تجده في نظام تشغيل الآيباد..
قام الكثير من المطورين بالفعل بتطوير برامج تقوم بإنشاء واجهة جديدة مخصصة للأطفال.. تظهر للمستخدمين الصغار البرامج المخصصة لهم فقط.. وتقفل عليهم تماماً كل البرامج الأخرى.. سواء كانت برامج خطرة عليهم، أو برامج لا يريد الوالدين للطفل أن يعبث بها.. ويمكن للوالدين التحكم الكامل بهذه الواجهات ووضع ما يريدون من برامج لأطفالهم وأيضاً مراقبة الأجهزة أيضاً، ووضع حد زمني للعب، بحيث يقفل الجهاز من تلقاء نفسه بعد أن يقضي الطفل ساعة مثلاً وهو يلعب به.
أي أن هذه البرامج تقوم بتحويل الأجهزة التي تعمل بنظام الأندرويد إلى أجهزة مخصصة للأطفال تماماً!..
وهناك العديد من برامج التحكم الوسيطة متاحة في متجر البرامج، مثل Kids Place ، Kid’s Shell ، Sandbox-Kid Lock ، وهذه البرامج تختلف في إمكانياتها وقوتها وجودتها، وسنستعرض أحد هذه البرامج بالتفصيل بعد قليل.
***
لماذا لا أضع كلمة سر للتحميل وأرتاح!
هذا الحل غير مجدي.. حيث أنه وكما شاهدنا في المقال السابق… فإن معلومات البرامج بحد ذاتها خطرة على الأطفال.. أي أن ما يشاهده الأطفال في معلومات البرنامج قبل شرائه مليئة بالصور ومقاطع الفيديو التي يمكن له الاطلاع عليها بسهولة من دون الحاجة إلى كلمة سر الشراء..
واطلاع الطفل على صورة إباحية واحدة به خطورة شديدة عليه.. فكيف وكل برنامج إباحي يعطيه ثلاث أو أربع صور وأحياناً مقاطع فيديو قصيرة قبل أن يشتري البرنامج؟..
***
لماذا لا أقوم بتحديد المرحلة العمرية للبرامج؟
هذا الحل كثير الاستخدام بالفعل.. وهو أن تقوم بالدخول إلى خصائص المتجر.. وتحدد المرحلة العمرية المناسبة لطفلك.. وبالتالي لن يعرض عليه المتجر إلا البرامج المناسبة لهذه المرحلة العمرية..
وهذا الحل قد يبدو فعالاً.. ولكنه في الحقيقة ليس كذلك.. العيب في هذا الحل أن كثيراً من مطوري البرامج يضعون برامجهم مفتوحة لكل الأعمار أملأً في زيادة مبيعاتهم.. وبالتالي قد تجد برامج مخصصة للكبار ولكن تم وضع تصنيفها أنها صالحة لكل الأعمار.. كما أن مسألة ما يناسب الأطفال في كل مرحلة عمرية تختلف من ثقافة لأخرى.. فما هو متعارف عليه في المجتمع الأمريكي أنه يناسب الفتى في سن المراهقة قد لا يناسب بالضرورة أبناءنا في المجتمعات العربية التي تختلف في دينها وعاداتها وتقاليدها الاجتماعية.
انظروا إلى هذه البرامج:
برنامج رعب، وسبق عرضه في المقال السابق، وتم تصنيفه بأنه صالح لفئة (بلوغ منخفض)، أي الأطفال في سن المرحلة الابتدائية تقريباً.
لعبة سرقة السيارات الكبرى والتي يقوم فيها المستخدم بممارسة دور المجرم من سرقة وضرب وقتل وما إلى ذلك، وتم تصنيفها بأنها صالحة لفئة (بلوغ منخفض) أيضاً.
هذه البرامج الثلاث بها محتوى جنسي واضح، وتم تصنيف أول اثنين منها بأنهما صالحان لفئة (بلوغ متوسط)، والثالث أنه صالح (للجميع)، أي للأطفال جميعاً مهما كانت أعمارهم.
هذين البرنامجين عبارة عن برامج تواصل اجتماعي وتعارف وزواج، الأول متاح للجميع مهما كانت أعمارهم، وبرنامج الزواج متاح لفئة (بلوغ منخفض) أي تقريباً الأطفال في المرحلة الابتدائية.
وجدير بالذكر هنا أن أغلب برامج التعارف وبرامج الزواج العربية مصنفة على أنها إما صالحة للجميع من صغار وكبار، أو مصنفة (بلوغ منخفض).
هذه الأمثلة البسيطة تظهر بشكل واضح كيف أن الاكتفاء بتحديد المرحلة العمرية في متجر البرامج وترك الجهاز بالتالي بين يدي الأطفال أمر لا يخلو من خطورة عليهم، وليس بالحل الصحيح الذي يحميهم من الأخطار.
***
نموذج لبرنامج تحكم: Kids Place
سنستعرض هنا برنامج Kids Place، وهو أحد برامج التحكم الوسيطة التي تقوم بتحويل جهاز الأندرويد إلى جهاز مخصص للأطفال، ويمكنك بالتالي ترك الجهاز بين أيديهم وأنت مطمئن تماماً عليهم.
عند تشغيل البرنامج لأول مرة تظهر لك شاشة تعليمات، وفي أسفلها زر (Set PIN)..
هذا الزر سيأخذك إلى الصفحة التالية حيث تقوم بإدخال كلمة سر خاصة بك للتحكم بالبرنامج وبالخروج منه فيما بعد.
ثم ستظهر لك شاشة أخرى حيث تسجل بريدك الإلكتروني، وأسفله كلمة تلميح لاستخدامها في حال نسيت كلمة السر.
ستظهر بعدها شاشة بها خيارين كما يلي:
الزر الأخضر الأول (Lock Home Button) يقوم بربط زر الهاتف الرئيسي بهذا البرنامج، أي أنه عندما يعمل البرنامج ويقوم الطفل بضغط الزر الرئيسي السفلي في الهاتف فإن الشاشة الرئيسية المعتادة لن تظهر له، بل ستظهر له الشاشة الرئيسية لبرنامج التحكم الوسيط هذا، وذلك حتى نمنع الطفل من الخروج من دائرة هذا البرنامج.
باختيار الزر الأخضر الأول ستظهر لك شاشة الخيارات:
أول اختيار منها يحمل نفس الاسم (Lock Home Screen)، بالضغط عليه ستظهر شاشة تعليمات:
نختار زر (Lock Home Button). ستظهر شاشة أخرى كما يلي:
نختار البرنامج، ثم نختار زر Always.
بعد هذا الاختيار سنعود إلى الشاشة ذات الزرين باللون الأخضر، ولكن سنجد الزر الأول قد اختفى وبقي الثاني:
نختار الزر المتبقي، سينقلنا هذا الزر إلى شاشة بها قائمة بكل البرامج الموجودة على الجهاز، ما عليك هنا إلا اختيار البرامج التي تريدها أن تظهر لطفلك، كما يلي:
وبعد أن ننتهي من عملية تحديد البرامج.. نضغط زر الرجوع في الشاشة.. وسننتقل حينها إلى الشاشة الرئيسية للبرنامج المخصصة للطفل.
وبذلك نكون قد انتهينا، وأصبح جهاز الأندرويد آمناً تماماً للطفل، ويمكننا أن نترك الجهاز بين أيديهم بدون أي قلق، ومهما حاول الطفل أن يخرج من البرنامج فلن يستطيع..
وحينما تأخذ الجهاز من طفلك وتريد أن تعيده لوضعه الطبيعي ما عليك إلا اختيار بوابة الخروج في الأعلى، وسيطلب منك الجهاز كلمة السر الخاصة بذلك.. وبعد إدخالها سيعود جهازك كما كان.
***
تزداد عملية التربية صعوبة يوماً بعد يوم مع التسارع الشديد لعجلة التطور.. وتقديمه لمتنجات جديدة تغزو بيوتنا وتتدخل في أدق تفاصيل حياتنا..
ولكن.. وفي نفس الوقت.. فإن التقنية أتاحت لنا وسائل مذهلة في التربية.. اختصرت الكثير من الوقت والجهد..
وبالتالي.. علينا أن نعمل بجد واجتهاد.. وإقدام حذر.. لتوفير البيئة السليمة لأطفالنا.. التي تعينهم على تنمية مهاراتهم وقدراتهم.. وتزرع فيهم الأخلاق السليمة الصحيحة.. وتحميهم في نفس من الأخطار المتزايدة التي تحدق بهم..
نسأل الله أن يعيننا جميعاً على القيام بهذه المهمة الصعبة على أكمل وجه.. وأن يوفقنا لاتخذا القرارات التربوية السليمة دوماً..
mohamed
19 جويلية 2014 at 3:03 ص
بارك الله فيك هل من طريقه فقط لالغاء ال wifiمن اجهزه الاندرويد سواء الهواتف او التابلت لكي لا يستقبل الجهاز النت من الجيران مثلا