RSS

Monthly Archives: سبتمبر 2017

تجربة عملية في روضة أطفال في السويد من نوع خاص!


(نُشر هذا الموضوع في مجلة أهلاً وسهلاً في العدد الصادر في شهر فبراير 2017)

بالرغم من أن سن بداية الدراسة في السويد متأخر سنة عن الشائع في أغلب دول العالم، حيث يلتحق الطفل بالصف الأول حينما يبلغ السابعة، إلا أن أغلب الأطفال يلتحقون بالروضة حينما يبلغون السنة أو السنتين، ويستمرون فيها حتى عمر السادسة.. والدافع الأول للسويديين لإلحاق أبنائهم بالروضات هو أن كلا الوالدين غالباً ما يكون ملتزماُ بعمل ولديه مسيرة مهنية.. إضافة إلى رغبتهم بتطوير المهارات الاجتماعية لأبنائهم.. أما بالنسبة لي فكان الدافع مختلفاً.. الدافع الرئيسي هو أن يتعلم ابني اللغة السويدية مثله مثل الأطفال السويديين حتى لا تشكل له اللغة أي صعوبة حينما يلتحق بالمدرسة عندما يكبر.. فلغتنا الرئيسية في البيت هي العربية.. ونحن حريصون على الحفاظ عليها وتطويرها لديه في نفس الوقت..

.

البداية: نريد روضة قريبة وفقط!

حينما بدأت في البحث عن روضة مناسبة لابني وليد ذو الأربع سنوات.. كان لا بد وأن تكون الروضة قريبة من المنزل حتى يسهل على زوجتي الوصول إليها، لأنها هي غالباً من ستأخذه إليها وتحضره منها..

لم نكن نعرف الأنظمة بعد، ذهبنا إلى روضة قريبة من المنزل وسألناهم، فأعطونا ورقة وقالوا أن التقديم على الروضات يكون عن طريق البلدية، بحيث نملأ هذه الورقة، ونذكر فيها أسماء الروضات التي نرغب بأن يكون ابننا فيها، ونرسلها لهم بالبريد..

أحصيت أسماء ثلاث روضات قريبة من المنزل، عبأت الاستمارة، وأرسلتها إلى البلدية.. ليأتيني اتصال بعدها بأيام من مسؤولة هناك..

قالت لي المسؤولة بأن كل الروضات في منطقتنا ممتلئة بالكامل، ولا يوجد مكان إلا في روضة واحدة..

قلت لها على الفور: إذن سجلي ابني هناك. قالت لي: لا تستعجل، هذه الروضة لها نظام خاص، عليك أن تعرفه قبل أن تخطو هذه الخطوة..

وأعطتني رقم الروضة، واسم المسؤولة، وقالت لي بأن أتواصل معهم أولاً..

أغلقت الاتصال، واتصلت على الفور بذلك الرقم، وردت علي المسؤولة مباشرة، حكيت لها ما حصل من اتصال البلدية، فرحبت كثيراً، وأعطتنا موعداً بعد أيام..

*   *   *

ذهبنا في الموعد، لتقابلنا المسؤولة (إينجا ماري).. سيدة كبيرة في السن، بابتسامة وترحيب، أخذتنا في البداية في جولة في الروضة، والتي كانت روضة صغيرة ولكنها غنية بالألعاب وأدوات الأنشطة المختلفة، ومعها ساحة خارجية كبيرة للعب.. ثم جلست معنا لتشرح لنا الحالة الخاصة لهذه الروضة..

قالت لنا بأن هذه الروضة نظامها (تعاوني)، حيث أن للآباء دور رئيسي في إدارة المدرسة من خلال مجلس مؤثر لهم، ولهذا المجلس اجتماعات شهرية دورية، يتم انتخاب رئيس لهذا المجلس كل سنة، و كل أب أو أم لا بد وأن يكون منضماً للجنة من اللجان العاملة في مجلس الآباء، وزيادة على ذلك فإن كل أب أو أم عليه أن يعمل لمدة أسبوع كامل كل فصل في المدرسة!.. قابلنا خلال هذه الزيارة أحد الآباء، ويدعى هنريك.. قال بأن لديه طفلتان في الروضة.. وأن ابنه الأكبر أيضاً قد كان هنا أيضاً قبل أن يخرج ويلتحق بالمدرسة النظامية..

صراحةً، أعجبتنا الروضة للغاية، وأعجبنا أسلوب المسؤولة الرائع، كما أنه وخلال هذه الزيارة رأينا ابننا وليد سعيداً هناك، فقررنا الموافقة، معللين لأنفسنا أيضاً أن هذه الأنشطة المطالبين فيها ستكون تجربة جديدة ومثيرة، فلم لا؟..

أخبرنا المسؤولة بقرارنا، ولكنها قال لي مثل ما قالت موظفة البلدية: لا تستعجل!

وأعطتني أسماء وأرقام هواتف ثلاثة من الآباء، وقالت بأن علي أن أتصل بهم أولاً وأسمع منهم قبل أن آخذ قراراً نهائياً بذلك.

.

زيارات تعارف.. وعائلة اتصال خاصة بنا!

كانوا: مارتن، وفريدريك، وتيد..

اتصلت بداية بمارتن، ولم يرد.. بعدها لاحقاً ذلك اليوم أتاني اتصال من تيد.. قال بأن مسؤولة المدرسة أعطتهم اسمي ورقم هاتفي، وقال بأن المتبع في هذه الحالة أن  يقوم الآباء بزيارتنا في المنزل..

كانت تجربة جديدة لنا أن يزورنا أشخاص سويديون في المنزل!

حددنا لهم موعداً، وحضر فريدريك وتيد.. كنا قد أعددنا لهم بعض المأكولات الخفيفة.. تعرفوا على عائلتي وعلى وليد.. تركز الحوار على التفاصيل الدقيقة المطلوبة منا كوالدين في هذه الروضة.. وأخذا يرويان لنا الإيجابيات والسلبيات.. ومما ذكروه كان أن هذا النمط من المدارس يتيح للآباء أن يكونوا قريبين من أولادهم، وبالتالي يعرفون بالضبط ماذا يحدث معهم في المدرسة، وأيضاً أن هذا النمط ينتج جواً اجتماعياً مميزاً بين أهالي الأطفال، وينمو الطفل وهو يشعر أن هناك مجموعة من الآباء والأمهات حوله يساندونه ويساعدونه، وقد تمتد هذه العلاقات لسنوات..

خرج ضيفانا من المنزل وهما يقولان لنا بأن نفكر جيداً قبل تقديم التزام كهذا، ولكن القرار بالنسبة لي أنا وزوجتي كان محسوماً بالفعل.. التميز الذي نراه كان فريداً من نوعه..

اتصلنا في اليوم التالي بمسؤولة الروضة لنخبرها بقرارنا النهائي بإلحاق ابننا بالروضة.. وأخبرتنا هي بكل ود أنها ستنهي جميع الإجراءات من طرفها.

كان ذلك قبل بداية الصيف.. وقررنا أن يبدأ وليد أولى أيامه في الروضة بعد انتهاء موسم الصيف والإجازات مباشرة..

*   *   *

بعدها بأسابيع.. أتانا اتصال من امرأة.. عرفت بنفسها أنها (ليزا)، زوجة هنريك.. الأب الذي قابلناه أثناء زيارتنا للروضة..

قالت لنا بأنه قد تم تعيينهم كعائلة اتصال لنا.. وأن هذا يحدث مع كل عائلة جديدة تنضم للمدرسة.. وقاموا بدعوتنا لزيارتهم في منزلهم لنتعرف على بعضنا البعض.. ونتناول وجبة خفيفة، أو ما يسمى في السويد (الفيكا)..

كان وقتها شهر رمضان قد بدأ.. قلنا لهم بأننا مسلمون ونصوم.. فأجابت بكل ود: إذن تفضلوا.. وتكون (الفيكا) للأطفال فقط..

وفي الموعد المحدد ذهبنا بالفعل إلى منزلهم، كان بيتا ريفياً كبيراً على أطراف المدينة.. المنزل كان أنيقاً.. وعائلة ليزا وهنريك كانت في غاية البساطة.. لدرجة أن ليزا استقبلتنا في الحديقة وهي حافية.. عرفونا في البداية على أطفالهم.. ثم أخذونا في جولة في منزلهم لنتعرف على غرف الأطفال.. ثم جلسنا في الحديقة.. تحدثنا عن المدرسة.. تحدثنا عن الأطفال.. تحدثنا عن جوانب شخصية عديدة..

هنريك لديه ماجستير صناعي.. ويعمل في شركة ضخمة لصناعة ورق علب التغليف.. وليزا تقوم بتحضير الدكتوراة في مجال حقوق الأطفال في التعليم..

وتذكرت عندها أن تيد قال بأنه يعمل في وزارة المواصلات والنقل.. وأن فريدريك يعمل مسؤولاً في شركة ضخمة للمعدات الثقيلة..

وتبين لي فيما بعد أن أغلب من يضع أبناءهم في هذه المدرسة هم من نخبة معينة من المجتمع السويدي.. عرفت فيما بعد أن من الآباء والأمهات من يعمل في مجال الإعلام.. موظفين مميزين في قطاعات حكومية.. مدربين.. رياضيين.. وغير ذلك..

شعرنا عندها بأن ابننا لن يدخل روضة عادية.. لقد ساقه الحظ إلى روضة مميزة بدون أي تدبير..

خلال الصيف.. أتانا اتصال من معلمة أخرى من الروضة.. قالت لنا بأنها هي المسؤولة المباشرة عن وليد.. وتفاهمت معنا حول بعض التفاصيل والأوقات التي سيكون فيها وليد في الروضة..

.

وانضم وليد للروضة

حينما أتى أول يوم لوليد في الروضة.. ذهبنا سوية معه.. كانوا قد خصصوا لوليد مكاناً عند المدخل لملابسه وأحذيته.. حيث لا يدخل أحد الروضة بأكملها إلا حافياً حفاظاً على نظافتها.. (وهذا الأمر متبع أيضاً في مدارس الكبار في السويد حتى آخر المرحلة المتوسطة!).. كما خصصوا له دُرجا في الداخل ليحفظ فيه أعماله وأوراقه ورسوماته.. واتفقنا أن تبقى زوجتي معه أول أسبوع أو أسبوعين حتى يتأقلم مع الروضة..

هناك جدول عام لديهم تلتزم فيه كافة الروضات في السويد.. يقدمون للأطفال وجبة إفطار صباحاً.. بعدها بساعتين يقدمون لهم بعض الفواكه.. وبعدها بساعتين يقدمون لهم وجبة الغداء تليها بعض الفواكه.. وبعدها بساعتين تقريبا هناك وجبة خفيفة للأطفال.. ونظام الوجبات هذا هو أساس الجدول اليومي.. ولا يتغير أبداً.. ورأينا فيما بعد كيف أن النمط السويدي في المعيشة يركز كثيراً على الأكل الصحي للأطفال.. شرب الحليب مثلاً أمر رئيسي في الروضات والمدارس حتى آخر المرحلة المتوسطة.. الحلويات تكون فقط في نهاية الأسبوع.. أما المشروبات الغازية فهي من المحرمات!..

بالتأكيد سيسأل البعض عن لحم الخنزير.. أليس كذلك؟.. في أول زيارة لنا للمسؤولة.. وقبل أن نتخذ قرارانا بإلحاق وليد بهذه المدرسة التعاونية، ذكرنا لها أننا مسلمون ولا نأكل الخنزير.. فردت على الفور بأن هذا أمر معتبر لديهم.. وأن لا نقلق من ذلك.. ولم نذكر ذلك الأمر أبداً بعد ذلك اليوم.. ولا حتى في الأوراق الرسمية وفي الزيارات والاتصالات معهم.. ولكننا ومنذ أول يوم حضر فيه وليد للروضة وجدنا أنهم يعدون له طعاماً خاصاً إن كان الطعام الرئيسي للأطفال يحتوي على لحم خنزير!.. احترامهم لنا ولعقيدتنا لا يوصف..

*   *   *

كانت أكبر عقبة تواجهنا مع بداية التحاق وليد بالروضة هي كيفية إقناعه بالبقاء هناك.. حيث أنه كان متعلقاً كثيراً بنا.. ولنا تجارب سابقة في ذلك.. كان لا يرضى بأن نتركه في أي مكان.. ولا مع أي أحد.. وأطلعنا معلمته على هذه المشكلة.. فأخبرتنا أن لا نقلق..

بعد أيام.. بدأت المعلمة في استخدام أسلوب ترغيب وحزم مع وليد.. بدأت تأخذه مع الأطفال للعب في الساحة وتطلب من زوجتي ألا تخرج معهم.. بدأت تقول لزوجتي أن تبتعد عنه قليلاً قليلاً.. وفي آخر الأسبوع الأول طلبت منا أن نشرح لوليد في المنزل أنه لا يمكن لأمه أن تبقى معه..

وحينما أتى الأسبوع الثاني.. أوصلنا وليد إلى الروضة.. استلمته معلمته.. وطلبت منه توديعنا.. تردد كثيراً.. ثم تجاوب معها.. وخرجنا من الروضة ونحن نتحين أن يأتينا اتصال منهم بأن نأتي.. لم تكن لدينا ثقة بأن ذلك سينجح مع وليد.. ولكن ما حدث كان غير ذلك!.. تأقلم وليد سريعاً معهم.. حتى أنه أصبح يرفض العودة للمنزل حين انتهاء وقته في الروضة.. كانت لدى معلمته والمعلمات الأخرى الخبرة الكافية للتعامل معه.. وتوجيهه بالشكل الصحيح..

.

مجلس الآباء.. مجلس إدارة احترافي!

مع بداية دوام وليد في الروضة.. بدأت أيضاً أعمال مجلس الآباء.. حضرت أول اجتماع شهري وتطوع الجميع لأن تكون لغة الاجتماع هي الإنجليزية بحكم عدم معرفتي بالسويدية.. تعرفت على مجموعة رائعة ومميزة من الآباء والأمهات.. يعرّفون بأنفسهم بأسماء أبنائهم في الروضة.. ويتناقشون طول الوقت حول الروضة وكيفية حل مشاكلها وتطويرها.. كانت الاجتماعات تدار باحترافية مثل اجتماعات الشركات.. هناك رئيس للمجلس هو الذي يدير الاجتماعات.. وكل اجتماع يتم تعيين أحد الآباء لتدوين ما يتم في الاجتماع.. ويسير الاجتماع حسب أجندة تم توزيعها على الجميع قبل أسبوعين على الأقل من الاجتماع.. وبعد الاجتماع بيوم أو يومين يتم إرسال محضر الاجتماع إلى الجميع..

كانوا يتناقشون في كل شيء يدخل ضمن صلاحياتهم.. نظافة الروضة.. الأنشطة التي تقدم للأطفال في الروضة.. مشاكل المعلمات.. كيفية الترويح عن المعلمات والحفاظ على مستوى عال من الراحة النفسية لقناعتهم بأن المعلمة إن كانت مرتاحة نفسياً فستبدع مع الأطفال.. وإن كانت متضايقة ونفسيتها متعبة فستتعامل مع الأطفال بنزق وحدّة.. كانوا يتناقشون في أنظمة البلدية وقوانينها الجديدة.. وكل من يستطيع أن يقدم أو يساهم في حل شيء مما يطرح في الاجتماع كان يبادر فوراً.. هناك شعور عام في مجلس الآباء بأننا نناقش قضايا تهم أطفالنا.. وكان كل الأطفال هم أبناء الجميع..

.

الآباء والأمهات ينظفون، يساعدون، يعملون

خلال زياراتي المختلفة للمدرسة.. كنت أرى الأب أو الأم الذي حان دوره في العمل منهمكاً مع طاقم المدرسة في سائر الأعمال المختلفة.. تقديم الطعام للأطفال.. التنظيف بعد الأكل.. اللعب مع الأطفال.. مساعدة الأطفال في ارتداء ملابسهم عند الخروج للعب (خصوصاً الملابس الثقيلة في الشتاء).. كان من يقوم بذلك هم من أعرف من الآباء بعلو مراكزهم.. التأفف من العمل وطبيعته ليس معروفاً عن السويديين.. كان كل طفل يرى أباه (بجلالة قدره) يقوم بهذه الأعمال أمامه وأمام كل الأطفال.. وبالتالي يغرسون تلقائياً في نفوس أطفالهم قيمة التواضع.. وعدم التأفف من العمل مهما كان..

وحان دوري.. في أول يوم شرحت لي المسؤولة الجدول اليومي للعمل وما هو متوقع مني.. وقضيت أسبوعاً كاملاً على هذا المنوال.. أوزع الطعام على الطاولات (ليقوم وليد بعد ذلك بدعوتهم للطعام).. أغسل الصحون.. أنظف الطاولات بعد الأكل.. أرتب الألعاب في أماكنها بعد أن ينثرها الأطفال في كل مكان.. أشرف على الأطفال في الرحلات الخارجية.. ألعب مع الأطفال (وهذا كان أكثر الأنشطة قرباً من قلبي)..

حينما عملت لأسبوع في الروضة.. عرفت القيمة الحقيقية للروضة التعاونية.. كنت أعيش مع الأطفال كل يوم.. نلعب ونمرح سوية.. اقتربت كثيراً من هؤلاء الأطفال.. وأحببتهم كثيراً.. أصبحت أعرف طباع كل واحد منهم.. ألعابه المفضلة.. لونه المفضل.. ما يحب وما يكره.. لقد كانت هذه الروضة تبني مجتمعاً صغيراً من مجموعة من العوائل حول هؤلاء الأطفال.. الكل يهتم للكل.. والكل يشعر بأن كل طفل هو ابنه.. وعليه أن يرعاه ويهتم به..

هل قلت لكم أن عدد أطفال الروضة كلها لا يتعدى العشرين طفلاً؟.. بالتالي كان مجتمعاً صغيراً.. محكماً..

*   *   *

لا زلت أذكر في أحد اجتماعات الآباء، كنا نناقش مشكلة نقص في المعلمات لأن إحداهن أخذت إجازة مرضية  مما شكل ضغطاً على بقية المعلمات وأثّر على نفسياتهن.. اقترحت إحدى الأمهات أن يتم ضم أطفال الروضة إلى روضة أخرى مجاورة في بعض الأنشطة للتخفيف على المعلمات.. ولكن على الفور انتفض اثنان أو ثلاثة من أولياء الأمور برفض شديد لذلك.. وأن الاختلاط بهذا الشكل سيؤثر على مستوى الجودة الخاص بمجتمعنا الصغير وأنهم يرفضون ذلك.. لاحِظوا أنهم يتحدثون عن روضة أخرى سويدية تعمل بمقاييس عالية أيضاً!..

.

هل يمكن تطبيق هذه التجربة في بلادنا؟

كل ما رويت هذه التجربة المثيرة لأحد أصدقائي.. كنا على الفور نتساءل: ترى هل بالإمكان تطبيق هذه التجربة في بلادنا؟.. هل يمكن إقناع الآباء والأمهات بالعمل في مدارس أبنائهم ولو بشكل رمزي؟ كيف ستنجح هذه التجربة في مجتمعاتنا التي تتعمق فيها الطبقية والمناطقية والعصبية؟ كيف ستنجح هذه التجربة ونحن ننظر دوماً إلى المعلم والمعلمة بنظرة الدونية.. لدرجة أن العديد من الآباء والأمهات يتهجمون على المدرسين والمعلمات لأتفه الأسباب وأمام أبنائهم؟ ..

أم يا ترى هل ستكون مثل هذه المدارس نواة لمجتمعات جديدة لا تحمل هذه الآفات؟ مجتمعات جديدة تؤمن بالمساواة.. وقيمة العمل.. تؤمن بقيمة المعلم.. وأهمية الاهتمام براحته النفسية لأقصى حد.. تؤمن بأهمية الاهتمام بالطفل وبناء بيئة عامرة بالثقة حوله..

تؤمن بأن ما سيبقى للغد.. وما سيعمر المستقبل.. هو البعد عن خلافاتنا.. والآفات المنتشرة بيننا.. والاهتمام بالمهم..

الاهتمام ببناء أطفال قلوبهم عامرة بالحب.. والإنسانية.. والحياة..

.

 

 

الروضات في السويد تخرج في رحلات شبه أسبوعية للغابات والمناطق المجاورة


وفي الشتاء يخرجون للعب بالثلج.. عالم الأطفال الجميل!

في رحلاتهم الخارجية، يشجعون الأطفال على اكتشاف الطبيعة بأنفسهم.

ملحوظة: لدي الكثير من الصور الجميلة للأطفال وهم يمارسون الأنشطة المختلفة في الروضة، ولكن حسب القوانين لا يمكن نشر صور لأطفال في الوسائل الإعلامية تظهر الوجه إلا بتصريح من والديهم.

 

 
6 تعليقات

Posted by في 28 سبتمبر 2017 بوصة Uncategorized