RSS

هل محرك البحث جوجل.. آمن لأطفالنا؟

29 نوفمبر

(نُشر هذا الموضوع في مجلة أهلاً وسهلاً في العدد الصادر في شهر أبريل 2017)

مع ظهور الأجهزة المحمولة والهواتف الذكية تزايد بشكل كبير الحديث عن مخاطر هذه الأجهزة على أطفالنا.. كان من ذلك المخاطر الصحية على الرقبة والظهر والعينين لمن يستخدم هذه الأجهزة بكثرة، ثم ظهرت المشاكل التربوية من ألعاب تنمي العنف عند الأطفال وغيرها، ومشاكل ما يتم بيعه في متاجر البرامج المختلفة، وظهرت أيضاً مشاكل اليوتيوب وما يعرضه من محتوى جذاب وساحر للأطفال مما يجرهم إلى مشاهدة ما لا يناسبهم..

ولكن.. قليل من الناس من ينتبه إلى خطورة محركات البحث على الأطفال.. بالعكس.. الصورة السائدة عند الناس أن من يرى ابنه يستخدم محرك بحث جوجل فهذا بالنسبة له دليل ذكاء ونضوج.. وقد يفتخر في المجالس أن ابنه يجيد استخدام محرك البحث جوجل ويستخدمه في حل واجباته أو البحث عن معلومات وإجابات لأسئلته..

ولكن.. للأسف تعتبر محركات البحث أحد أكثر الوسائل خطورة على الأطفال.. وخطورتها العظمى تكمن في خاصية بحث الصور والفيديو .. خصوصاً في الجانب الإباحي.. بمجرد كتابة الطفل لكلمات بحثية معينة يظهر له محتوى لا نهائي من الصور ومقاطع الفيديو بشكل عشوائي وغير منظم.. يفوق في محتواه محتوى الكثير من المواقع الإباحية المتخصصة!

لو تعلم الطفل كلمة واحدة من زملائه.. وكتبها.. فهذه بالنسبة له مثل “افتح يا سمسم”.. ستفتح له عالماً لا متناهياً من المحتوى الفاضح المخجل والخطير! وأحياناً يصل لها الطفل بالغلط.. بالبحث عن أمور تعتبر عادية.. كشخصية أنثوية في كرتون للأطفال، أو اسم لممثلة شاركت في فيلم أو برنامج تلفزيوني للصغار.. ولكن بسبب أن المحتوى الإباحي رائج على الإنترنت فستظهر له من النتائج الأولى صور مخلّة.. ولو شدته هذه الصور وضغط عليها فسيظهر له خيار بعرض المزيد من أمثال هذه الصور، وهكذا يقوده المتصفح إلى العوالم البشعة من الإنترنت، ويغوص الطفل فيها أكثر وأكثر!

تخيل أن تدخل على ابنك ذو العشر سنوات.. وتجده يشاهد على الشاشة صوراً إباحية لم تر أنت مثلها قط!.. وهو يشاهدها بكل جوارحه.. وقد تتفاجأ أيضاً بأنها ليست أول مرة!.. إنه أمر صادم للغاية.. ولا يمكن احتماله!.

 

ضبط خاصية البحث الآمن على أجهزة الكمبيوتر

قامت شركة جوجل بتوفير خاصية البحث الآمن، والتي تعمل على منع كم كبير من المحتوى السيء من أن يظهر في نتائج البحث، هذه الطريقة لا توفر الأمان الكامل وذلك بسبب طبيعة محتوى الإنترنت الهائل الذي يتزايد يومياً من ملايين البشر وبكل لغات العالم والتي تجعل من الصعب على هذه التقنية ملاحقة كل هذا المحتوى الهائل اليومي وفلترته بالطريقة المناسبة. ولكن وجود هذه الأداة تعتبر ميزة مهما كان، حيث تحمي أطفالنا من أغلب ما يمكن أن يصادفهم من محتوى إباحي.

إن كنت تستخدم متصفح (كروم – Chrome)، فإن هذا المتصفح يستخدم جوجل في خدمة البحث بشكل تلقائي، ولضبط خاصية البحث الآمن اذهب في الأسفل إلى خيار (الإعدادات – Settings )، ثم اختر منها (إعدادات البحث – Search Settings)، سيظهر لك خيار (تشغيل البحث الآمن – Turn on SafeSearch)، قم باختياره.

ستجد بجانب هذا الاختيار خيار آخر وهو (غلق البحث الآمن – Lock SafeSearch)، قم باختياره، حيث سيقوم بتثبيت خيار البحث الآمن على المتصفح، ولا يمكن تغييره من قبل الأطفال، سيطلب المتصفح منك في هذه الحالة تسجيل الدخول إلى حساب في جوجل (هو نفسه بريد الجيميل)، وبالتالي لا يمكن فتح البحث الآمن مرة أخرى إلا بإدخال كلمة سر حسابك في جوجل حينها.

 

هل تستخدم متصفحاً آخر غير كروم Chrome؟

إن كنت تستخدم متصفح إكسبلورر، أو إيدج، أو سفاري، أو غيره، فعلى الأغلب ستستخدم هذه المتصفحات محركات بحث أخرى غير جوجل، مثل محرك بحث Bing، الحل هنا بسيط، وهو تعيين محرك بحث جوجل ليكون محرك البحث الافتراضي على هذه المتصفحات، ولكل متصفح طريقة خاصة لذلك، وهناك صفحة أعدتها جوجل تحوي جميع المعلوماتعن كيفية تعيين جوجل كمحرك بحث افتراضي، يمكن الوصول إليها بالبحث عن عنوان هذه الصفحة كما يلي: Make Google my default search engine.

وبعد تعيين جوجل كمحرك بحث افتراضي، يمكنك حينها ضبط خاصية البحث الآمن حسب الخطوات المذكورة أعلاه.

 

البحث الآمن في هواتف وأجهزة الأندرويد

في تطبيق جوجل Google، اختر (الإعدادات – Settings)، ومنها اختر (الحسابات والخصوصية – Accounts & Privacy)، ستجد من ضمن الخيارات المتاحة خيار (فلتر البحث الآمن – SafeSearch filter)، يمكن تفعيله من هنا مباشرة.

أما بخصوص متصفح الإنترنت، فالأصل في أجهزة الأندرويد أن يكون متصفح الإنترنت هو كروم Chrome، وحينها فما عليك إلا أن تفتح صفحة محرك البحث الرئيسية في المتصفح، وتقوم بعمل خطوات التصفح الآمن SafeSearch المذكورة أعلاه في ضبط متصفح الإنترنت على أجهزة الكمبيوتر.. حيث سيفتح المتصفح لك نفس الصفحة تماماً، مع إضافة زر (حفظ) لتأكيد الخيارات.

وإن كان هناك متصفح إنترنت آخر، فعليك أن تذهب إلى إعدادات هذا المتصفح، وتعيين محرك جوجل كمحرك البحث الافتراضي، ثم يمكنك عندها القيام بإعداد التصفح الآمن SafeSearch أعلاه.

 

البحث الآمن في الآيفون والآيباد

إن كنت تستخدم برنامج جوجل أو متصفح كروم، فما عليك إلا تكرار الخطوات المذكورة أعلاه في ضبط هواتف الأندرويد، ولكن مستخدمو الآيفون والآيباد غالباً ما يتصفحون الإنترنت عبر متصفح سفاري Safari المتصفح الرسمي لنظام IOS، وهذا له طريقة أخرى للضبط تختلف عن متصفح كروم ونظام جوجل.

اذهب إلى (إعدادات  – Settings) الخاصة بجهاز الآيفون أو الآيباد، اختر (عام – General)، ومنها اختر (القيود – Restrictions)، ثم قم بتفعيل القيود (Enable Restrictions) إن كنت قد فعلت القيود من قبل ووضعت لها كلمة سر مسبقاً فسيطلب منك إدخال كلمة السر، وإن كانت أول مرة تفعل القيود فسيطلب منك الجهاز إدخال كلمة سر جديدة، ثم إدخالها مرة أخرى للتأكيد.

قائمة القيود طويلة، ويمكنك من خلالها ضبط العديد من البرامج والخصائص التي تضبط استخدام طفلك للجهاز، وما يهمنا هنا الآن هي خصائص البحث في متصفح الإنترنت، ولذلك سنذهب إلى خيار (مواقع الويب – Websites)، سنجد أمامنا ثلاث خيارات، والخيار الافتراضي على أول اختيار والذي يسمح بفتح كل مواقع الإنترنت، عليك الآن بتغييرها إلى الخيار الثاني (تقييد محتوى البالغين – Limit Adult Content).

بذلك تكون قد ضبطت خصائص البحث في متصفح الإنترنت في الآيفون والآيباد ليحد كثيراً من المحتوى المؤذي حتى لا يتعرض له أطفالنا.

عليك أن تعلم أن هذه الخاصية لن تمنع تماماً كل المحتوى الإباحي، فلا يمكن لأي محرك بحث أو فلتر أن يشمل كل شبكة الإنترنت بكل ما فيها، ولذلك إن وجدت فيما بعد أن هناك موقع إنترنت معين فتحه طفلك بالرغم من وجود هذا الفلتر، فيمكنك نسخ رابط الموقع، ثم الذهاب إلى نفس النقطة التي وصلنا إليها في ضبط الفلتر، ستجد أسفلها مكاناً لإضافة مواقع إنترنت معينة لمنعها تماماً، قم بإضافة الرابط هناك لغلق هذا الموقع الذي لم يدركه الفلتر لوحده.

وهناك نقطة أخرى، إن كنت تريد ضبط استخدام الإنترنت أكثر، فستجد أن هذا الفلتر يتيح لك غلق كل مواقع الإنترنت على الإطلاق عدا مواقع معينة أنت تحددها بنفسك، لنقل مثلاً أن هناك مواقع ألعاب معينة، أو مواقع تعليمية معينة، هي فقط التي تسمح لطفلك أن يستخدمها، حينها يمكنك اختيار الخيار الثالث (مواقع ويب محددة فقط – Specific Websites Only)، حينها ستظهر لك قائمة مقترحة لبعض مواقع الأطفال، ويمكنك إضافة عليها أو حذف منها ما تريد.

 

الحلول التقنية لا تكفي!

الحلول التقنية المذكورة أعلاه ستنجح بإذن الله في الحد من تعرض طفلك للمحتوى الإباحي أثناء استخدامه لأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الذكية بشكل كبير..

ولكن، هل هذه الحلول تكفي؟ هل أقوم بتطبيقها ثم أنام مطمئناً أن طفلي في أمان وهو يستخدم هذه الأجهزة؟ بالطبع لا!..

الأطفال يختلفون، حسب أعمارهم، وبيئاتهم، وجنسهم، ونوعية أصدقائهم، وطبيعة الفكر السائد في المنزل والمدرسة، وغيرها من العوامل، وهي عوامل لا يمكن لنا أن نحيط بها ولا نتحكم بها بشكل كامل، ولا يمكن أن نعرف من أين قد يأتي الضرر لأطفالنا..

من القصص التي حدثني عنها بعض الآباء والأمهات، طفل في الخامسة من عمره كان يبدو عليه الانزعاج وهو يلعب على الحاسب الآلي، وحينما توجهت إليه أمه لترى سبب ضيقه وجدت أنه يفتح دوما موقع ألعاب، وبين فترة وأخرى يوجهه هذا الموقع إلى صفحة فاضحة ملأى بالصور ومقاطع الفيديو الجنسية!.. أبٌ ذكر لي أنه اكتشف أن ابنه في الصف الخامس الابتدائي قد تعلم من صديقه كلمة بلغة روسية حينما يكتبها في محرك بحث جوجل يستطيع الوصول إلى كم هائل من الصور الإباحية المخجلة!.. حينما اكتشف الموضوع كان ابنه يتصفح هذه الصور لأكثر من ثلاثة أشهر بدون أن ينتبه أباه وأمه لشيء من ذلك!

هذا معناه أنه لا يزال هناك احتمال لأن يتعرض ابني أو ابنتي لمحتوى إباحي.. صحيح.. إذن ماذا نفعل أيضاً؟

الحل بكل بساطة إن أردنا أن نصيغه بكلمات لطيفة: أن نكون مع أطفالنا حين استخدامهم لهذه الأجهزة.. وبعبارة أوضح: لا تمنحوهم الخصوصية!

لا تتركوا الطفل يأخذ الآيباد أو التابلت أو جهاز الهاتف ويجلس في غرفته لساعات ولا أحد يعلم ماذا يشاهد على هذه الشاشات الصغيرة!.. أو يأخذ الجهاز ويجلس في زاوية المجلس والسماعات في أذنيه ولا أحد يعلم ماذا تعرض شاشة الجهاز.. أو ماذا يسمع..

لا بد أن يكون استخدام الطفل للجهاز في مكان مفتوح في المنزل يمكن للأب أو الأم معرفة ما يظهر على الشاشة في أي وقت.. مثل الصالة أو غرفة المعيشةـ مع عدم إعطائهم سماعات أبداً بحيث يتمكن من في المنزل من سماع ما يشاهده ابنهم على هذه الأجهزة حتى لو لم تكن أعينهم على الشاشة..

الرقابة الأبوية هي أهم وأقوى وأنجح وسيلة في حماية أبنائنا من مخاطر ما يتعرض له أطفالنا في عالم الإنترنت.. حتى يتمكن أبناؤنا وبناتنا من الاستفادة من هذه التقنيات على الوجه الأمثل.. وبشكل آمن قدر الإمكان.. حمى الله أبناءنا وبناتنا من كل مكروه.

 

 
تعليق واحد

Posted by في 29 نوفمبر 2017 بوصة تقنية, طفولة

 

1 responses to “هل محرك البحث جوجل.. آمن لأطفالنا؟

  1. abc.d1984@hotmail.com

    6 ديسمبر 2017 at 10:35 ص

    احسنت واجدت ، مقال مهم لكل الاباء

     

أضف تعليق